أرشيف

خبراء ومحللون :انتفاضة العسكر” تمهد الطريق لهيكلة الجيش في اليمن

اعتبر خبراء عسكريون يمنيون أن تصاعد واتساع نطاق ما يوصف ب”انتفاضة العسكر”، التي تجتاح ومنذ أسابيع معظم الوحدات الأمنية والعسكرية، ووصلت مؤخراً إلى أجهزة الاستخبارات، أسهمت في تمهيد الطريق أمام اللجنة العسكرية المشكلة برئاسة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي لتدشين عملية إعادة هيكلة الجيش والأمن بعد تسويتها للعديد من التعقيدات الشائكة ونجاحها في إقصاء وإضعاف نفوذ قيادات عسكرية موالية للرئيس صالح ومناهضيه على السواء .

 

وأشار الخبير العسكري اليمني العميد عبدالعزيز ناصر خيران إلى أن توقيت اندلاع “انتفاضة العسكر” المتصاعدة في أوساط الوحدات الأمنية والعسكرية قبيل فاصل زمني قصير من السقف الزمني المحدد بموجب الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية لبدء عملية إعادة هيكلة الجيش والأمن، أسهم في الحد من الصعوبات والتعقيدات التي تواجه تدشين الأخيرة كونها تسببت في إقصاء قيادات عسكرية نافذة وإضعاف نفوذ أخرى موالية للرئيس صالح ومناهضيه لعملية إعادة هيكلة الأمن والجيش .

 

وأكد خيران ل”الخليج” أن هذه الخطوة مهدت الطريق أمام اللجنة العسكرية المشكلة برئاسة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي لتدشين إعادة هيكلة الجيش من دون صعوبات كالتي كانت ماثلة قبيل تصاعد موجة الاحتجاجات في أوساط منتسبي الوحدات الأمنية والعسكرية .

 

وأوضح خيران قائلاً: “انتفاضة العسكر تمكنت حتى الآن ومنذ اندلاع شرارتها في إقصاء قيادات عسكرية واسعة النفوذ وترتبط بصلات شخصية وعائلية بالرئيس علي عبدالله صالح ومضى على وجود بعضها على رأس الوحدات العسكرية التي تقودها ما يقدر بثلاثة عقود، كما أسهمت في إضعاف نفوذ قيادات أخرى مناهضة لعملية إعادة هيكلة الجيش والأمن لتقاطعها مع مصالحها الشخصية والأسرية، ما سهل من إمكانية انجاز عملية إعادة الهيكلة للجيش والأمن من الناحية العملية” .

 

من جهته، وصف الأكاديمي في الأكاديمية العسكرية بصنعاء العقيد نصر الدين حسين السراجي انتفاضة العسكر القائمة والمتصاعدة في الوحدات الأمنية والعسكرية بأنها مثلت عملية “تطهير مبكرة” استهدفت إقصاء قيادات عسكرية نافذة أسهمت على مدى سنوات طويلة في ترسيخ مفهوم الحكم العائلي وحوّلت الوحدات العسكرية والأمنية التي تقودها إلى ما يشبه “الجيش العائلي” جراء تغييب مبدأ الولاء للوطن وليس للأشخاص .

 

واعتبر العقيد السراجي في تصريح ل”الخليج” أن أبرز الصعوبات والتعقيدات التي تواجه عملية إعادة هيكلة الأمن والجيش كانت تكمن في الوحدات الأمنية والعسكرية التي يقودها أقارب الرئيس صالح والقيادات العسكرية الأخرى الموالية له، وأن اندلاع شرارة انتفاضة العسكر في العديد من هذه الوحدات كالقوات الجوية التي يقودها الأخ غير الشقيق للرئيس صالح والقوات البحرية، التي يقودها أحد أبرز القيادات العسكرية الموالية للأخير وامتداد هذه الانتفاضة إلى وحدات الأمن المركزي والحرس الجمهوري، رغم محاولات التعتيم على تصاعدها في الأخيرتين وفرد مساحة لنائب الرئيس ووزير الدفاع لاتخاذ قرارات بتوقيف واستبدال العديد من هذه القيادات النافذة هو ما سيفرد مساحة مرنة لتحرك اللجنة العسكرية باتجاه تدشين عملية إعادة هيكلة الجيش والأمن .

 

من ناحيته، توقع الخبير العسكري العميد ناصر عبدالكريم جزيلان أن تشهد الفترة الزمنية القصيرة المتبقية حتى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة الشهر الجاري تصاعداً مطرداً لانتفاضة العسكر وسقوط المزيد من القيادات العسكرية المتنفذة الموالية للرئيس صالح والتي تمت له بصلات عائلية، وهو ما سيجعل من عملية إعادة هيكلة الجيش المرتقبة بمثابة تتويج لهذه الانتفاضات المتصاعدة التي تكفلت بنزع أبرز التعقيدات وتعبيد الطريق أمام مساعي اللجنة العسكرية لإعادة تأطير الجيش والأمن تحت مظلة قيادة عسكرية وأمنية موحدة .

 

 

المصدر : الخليج – عادل الصلوي

زر الذهاب إلى الأعلى